فيروز والرحابنة , بمجرد أن تبدأ الموسيقى ترى أن هناك يداً إمتدت إليك وسحبتك إلى حيث اللحن الراقي والكلمة العذبة والصوت الدافيء والمناظر التي تشبه الحلم .
من كثرة أو حقيقة إنتاجهم الرائع دون إستثناء أختار أغنية حبيتك بالصيف .
المطر يبلل المارة ورغم قلتهم ترى الشارع بوضوح وهو مملوء بمياه المطر < وترى روعة إنعكاس اضواء الشارع على البرك المائية التي تشكلت , آه ها هي تلك الشابة الجميلة , تأتي والمطر يتقاطر منها ودفء قلبها يبعث الحرارة في الجو كله حتى لتنسى أنك في الشتاء , لولا حبات المطر التي تطرق رموش العيون لتقول إنعموا بالخير , بخير السماء .
وتنتظر حيث لا يوجد مكان تحتمي به , فلقد أخبرها حبيبها أن تنتظر في هذا المكان ونسي أن الدنيا برد ومطر , حقاً الحب يعمي البصيرة عن كل شيء ما عدى المحبوب , وتنتظر , ..
أتت لتنتظر كوردة يانعة قطفت لأمير المشاعر ,
نبضات قلبها تتوسل أن يأتي حبيبها لتنسى لسعات البرد على وجنيتها , تتوسل كي تبقى نضرة إلى أن يأتي ويزرعها في قلبه فلا تذبل ابداً ......
طال الليل , وغرق الشارع بالمطر وبدأت تشعر بالبرد والقلق أتعبها , ترى هل سيأتي , تتآكلها الهواجس , ويأتي شبح مسرع الخطى تسبقه دقات قلبه من سرعته , أتراه أتى , .....
وتتلاقى الوجوه , شابة يانعة , تنتظر بلهفة أتعبها طول الإنتظار , وإمرأة غريبة تحمل رسالة بللتها الأمطار , تلقيها بين يديها دون أن تسألها عن إسمها , لم يكن هناك من أحد غيرها فهي المقصودة بها , وتعود من حيث أتت . لم يكن هناك من أحد إلا فيروز والرحابنة , وعيوني وقلبي المرتجف لحال هذه الفتاة المخلصة , أمسكت الرسالة وبيدين مرتجفتين من التعب والبرد واللهفة وحبات المطر تتساقط , وفتحتها , لست أدري هل قرأتها أم أنها لم تكمل تماماً , لم أستطع التمييز , إختلطت حبات المطر بدموع عينها إختلطت الكلمات ومزجها المطر فضيع معانيها , ترى ماذا فيها , إعتذار أم وداع أم شيء آخر ....
لكن الحبيب لم يأتي , وهذا يكفي لقد خان وعدها وكفى ....
وعادت حزينة إلى حارتها العتيقة ولكن كانت خطاها بطيئة تكاد تجر قدميها جراً ,...
ما أصعب أن يخيب ظنك فيمن تحب ....
وعدنا , ولكن كنت مبلللاً من راسي لأخمص قدمي .
ما أروع اللحن والكلمة وصدق الأداء إنهم فيروز وعاصي ومنصور , من غيرهم يستطيع أن يدخلك إلى عالم الأحلام . ويبقى قلبك ينبض وتسمع وترى وتتأثر من غيرهم ؟؟؟